اللبان الحوجري
اللبان الحوجري هو أشهر وأجود أنواع اللبان (الكندر) التي تُستخرج من شجرة البلوط المعروفة علمياً باسم Boswellia sacra في منطقة ظفار بجنوب عمان وجنوب غرب اليمن، ويتميز بلونه الأبيض المائل إلى الصفرة ورائحته العطرية الفريدة التي تميّزه عن الأنواع الأخرى .
يُعد اللبان الحوجري مفخرةً تراثيةً واقتصاديةً للمنطقة، فقد استُخدم منذ آلاف السنين في الطقوس الدينية والعلاجية والعطور، وما زال يحتفظ بقيمته حتى اليوم في مجالات الطب التقليدي والحديث والعناية بالبشرة والشعر .
تعريف اللبان الحوجري وأصله
التعريف العلمي
ينتمي اللبان الحوجري إلى جنس Boswellia ضمن الفصيلة الخبازية (Burseraceae)، وصفه العالم فلويكيغر عام 1867 تحت اسم Boswellia sacra.
تُعرف هذه الشجرة في اللغة العربية باسم «لبان الذكر العماني» أو «الكندر السخاليتي» نسبةً لخليج القمر القديم في ظفار.
المصادر الجغرافية
ينتشر البوسويليا ساكرا طبيعياً في جبال ظفار (عمان) واليمن وسواحل الصومال وإثيوبيا، ويُقدر بأن بعض الأشجار في وادي دوكة ما زالت تُنتج اللبان حتى اليوم باعتباره موقع تراث عالمي لليونسكو.
مواطن الزراعة والبيئة
تنمو أشجار اللبان الحوجري على ارتفاع يصل إلى 1200م فوق مستوى سطح البحر، في تربة كلسية صخرية، وتتكيف مع البيئات الجافة والضبابية الناتجة عن الرياح الموسمية الجنوبية الغربية.
تُوفر جبال ظفار المناخ الأمثل لنمو هذه الأشجار، إذ يجمع المكان بين الارتفاع الملائم والجفاف الجزئي والضباب البحري، مما أدى إلى جودة عالية للراتنج مقارنةً بالأنواع الأخرى.
طريقة الاستخراج والتصنيف
طريقة الاستخراج
تبدأ الأشجار في إنتاج الراتنج عند بلوغها 8–10 سنوات من العمر، ويُستخرج اللبان عن طريق إحداث جروح سطحية بعمق بسيط (حوالي 12 سم²) باستعمال أداة حديدية محلية تُعرف بـ«المنقاف»، تترك ليتجمع الراتنج المتصبن لعدة أيام ثم يُجمع يدوياً.
يُحصد الراتنج بين شهري مارس وأبريل كل 14 يوماً، وبين نوفمبر ومايو كل 21–28 يوماً لضمان استدامة الأشجار وجودة المنتج.
التصنيف والدرجات
يُقسّم اللبان الحوجري في عمان إلى أربع درجات حسب الصفاء والحجم: «الحوجري» (الأعلى)، يليه «النجدي» و«الشعبي» ثم «الشزري».
في التصدير التجاري تُراعى الألوان والحجم والطهارة، فالأبيض الكبير يُعتبر الأفضل ويُسعر بأعلى تكلفة.
التركيب الكيميائي للبان الحوجري
يُشكّل الراتنج المفرز من الشجرة خليطاً من الأحماض الراتنجية (6% تقريباً)، واللبانين (30–36%)، والزيت العطري (5–7%)، إضافةً إلى سكريات متعددة البوليمر وبعض المركبات الفينية والدِبْتِرْبِينات.
الأحماض الراتنجية (Boswellic Acids) هي المركبات الفعالة دوائياً، مثل α-BA، β-BA، 11-keto-β-BA، و3-acetyl-11-keto-β-BA (AKBA)، وهي عبارة عن ثلاثيات تيربينية خماسية الحلقات مصدرها اللبان.
الفوائد الصحية والطبية
مضاد للالتهابات: تثبط الأحماض البوسويليكية إنزيم 5-لوكسجيناز، مما يقلل من إنتاج الليوكوترينات المسببة للالتهاب، ويُستخدم في علاج التهاب المفاصل والتهاب القولون التقرّحي
علاج الربو: أظهرت دراسة مزدوجة التعمية تحسناً كبيراً في أعراض الربو وتخفيف ضيق التنفس بعد استخدام مستخلصات اللبان.
مكافحة السرطان: تُشير تجارب أولية إلى قدرة بعض الأحماض الراتنجية مثل AKBA على تحفيز الموت المبرمج لخلايا سرطان الدم وبعض الأورام الدماغية والقولون.
تحسين الهضم: ينظم عمل الجهاز الهضمي ويخفف الغازات والانتفاخات، ويُستخدم تقليدياً لعلاج متلازمة القولون العصبي.
الاستخدامات التقليدية والحديثة للبان
التبخير والعطور: يُحرق اللبان الحوجري في المبخرات المنزلية والطقوس الدينية لتعقيم الأجواء ورفع التركيز الروحي، ويُستخلص منه زيت عطري يستخدم في صناعة العطور الراقية.
الشاي والمشروبات: يُضاف اللبان المطحون إلى الشاي أو يُنقع في الماء لساعات، ويُشرب لاكتساب نكهة مميزة وفوائد صحية.
العناية بالبشرة والشعر: توضع لبان حوجري مخلوطاً مع زيوت نباتية أو ماء الورد لتهدئة الالتهابات وتنقية البشرة، ويُستخدم زيت اللبان في مستحضرات مكافحة الشيخوخة.
الطهي: يُستخدم في بعض الوصفات التقليدية لإضفاء نكهة عطريّة خفيفة على الأطعمة والحلويات.
التحديات والحماية
التهديدات البيئية: يواجه بوسويليا ساكرا ضغوطاً من الرعي الجائر، والحصاد المفرط للراتنج، والهجمات الحشرية والتعدين، مما يهدد استدامة الغابات الـ27 المنتشرة في ظفار.
جهود المحافظة: أطلقت جمعية البيئة العمانية منذ 2010 برامج لتقييم الصحة العامة للأشجار، وتوعية المزارعين، ووضع سياسات للحصاد المستدام بالتعاون مع الجهات الحكومية والدولية.
أفضل المتاجر التي تبيع اللبان الحوجري بأنواعه وشمتقاته
متجر الركن العماني، ويمكنك الحصول على كود خصم الركن العماني للشراء من هذا المتجر بسعر مخفض عن طريق موقع بلوتوكود، استخدم كود الخصم j5 للحصول على خصم اضافي فوق الخصم الممنوح على المنتجات المخفضة.
خاتمة
يمثل اللبان الحوجري تراثاً طبيعياً وثقافياً واقتصادياً لسلطنة عمان والمنطقة العربية، نظراً لجودته الفائقة وفوائده العلاجية المتعددة.
ومع التحديات الراهنة، أصبح من الضروري تكثيف الجهود للحفاظ على أشجار البوسويليا ساكرا وتنظيم عملية الاستخراج لضمان استمرار هذا المورد الباهر للأجيال القادمة.